فرص غير مستغلة: كشف النقاب عن القيمة الخفية لحقائب اليد والساعات الفاخرة باعتبارها نوع من الاستثمارات
التوجه المتصاعد لتداول حقائب اليد الفاخرة
تتزايد شعبية سوق إعادة بيع السلع الفاخرة، مدفوعًا إلى حد كبير بالمستهلكين من جيل زد ومن جيل الألفية. حيث فطن هؤلاء الأذكياء إلى هواية جديدة ومربحة تتمثل في تداول حقائب اليد الفاخرة، مما يحقق لهم أرباحاً كبيرة. واحدة من قصص النجاح هذه هي قصة نيكا يوساي، التي حولت شغفها بحسن التدبير إلى عمل واعد في إعادة بيع الحقائب الفاخرة القديمة. بدأت هواية يوساي كإجراء ادخاري، وسرعان ما تحولت إلى عمل تجاري متكامل يتوقع أن يحقق مبيعات بقيمة 4.5 مليون دولار هذا العام¹.
يمكن أن يعزى ذلك الزخم في سوق إعادة بيع الحقائب الفاخرة إلى عدة عوامل؛ منها أن العلامات التجارية للسلع الفاخرة قد قلصت إنتاجها خلال الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، مما أدى إلى وجود ندرة في هذا السوق.
علاوة على ذلك، ساهمت زيادة تكاليف المواد الخام وتأخر الشحن ونقص المعروض في تفاقم ندرة حقائب اليد الفاخرة¹. فهذه العوامل، إلى جانب إعادة تخصيص الدخل الفائض والاهتمام المتزايد بالموضة المستدامة وحسن التدبير، كل ذلك خلق سوقًا مزدهرة لحقائب اليد الفاخرة المستعملة.
الطلب المتزايد على حقائب اليد الفاخرة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي
على الرغم من عدم اليقين الاقتصادي، وصل الطلب على حقائب اليد الفاخرة إلى مستويات جديدة. حيث أصبح الإنفاق على السلع الفاخرة في الولايات المتحدة في عام 2021 أعلى بكثير مقارنة بعام 2019 مع تهافت المستهلكين على اقتناء السلع الفاخرة. ولم يكن ذلك الاتجاه متوقعاً، حيث شهدت العديد من فئات الملابس والإكسسوارات الأخرى انخفاضات إبان الجائحة.
وبالرغم من ذلك، ظل مجال السلع الأصلية الفاخرة متماسكاً، جاذبةً المستهلكين بسحرها ورونقها.
لقد واجهت العلامات التجارية الفاخرة تحديات أثناء الجائحة، مثل إغلاق منشآتها الإنتاجية إلى جانب التوقعات بانخفاض الإنفاق على السلع الفاخرة. وللتخفيف من حدة الخسائر، عمدت العلامات التجارية إلى زيادة أسعار حقائب اليد الأكثر شهرة ورمزية؛ ومن ثم تكررت هذه الزيادات في الأسعار مدفوعة بالتضخم.
على سبيل المثال، رفعت شركة شانيل أسعارها بمتوسط 8% لجميع حقائبها، مما دفع بعض حقائب اليد الكلاسيكية لأن تتجاوز 10,000 دولار.
ومن المثير للدهشة، أن هذه الزيادات في الأسعار لم تؤد إلى كبح الطلب؛ بل كان المستهلكون على استعداد لدفع ضعفين إلى ثلاثة أضعاف سعر السوق الأساسي للحصول على هذه الحقائب المرموقة.
مستقبل الاستثمار في حقائب اليد الفاخرة
إن سوق حقائب اليد العالمية الفاخرة مهيئ للنمو بشكل مضطرد، مع زيادة متوقعة في الحجم من 72 مليار دولار إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2026. وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد النساء اللاتي تضعن حياتهن المهنية على رأس أولوياتهن، مما جعلهن يمتلكن القدرة على تحمل شراء الحقائب الفاخرة، فمن المتوقع أن يزدهر هذا المجال. ولقد بدأ مراهقو جيل زد بالفعل في الإنفاق على السلع الفاخرة، ومن المتوقع أن يصبحوا أكبر المشترين للسلع الفاخرة بحلول عام 2030.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن حجم سوق إعادة بيع حقائب اليد الفاخرة قد بدأ في الاستقرار. في حين أن الأسعار لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء، إلا أن انخفاضاً طفيفاً في قيم عمليات إعادة البيع قد حدث بالفعل، خاصة بالنسبة للحقائب ذات الإصدار غير المحدود. وذلك لأن المستهلكين أصبحوا أكثر ميلاً لتفضيل الأنماط العصرية ذات الأسعار المعقولة، مبتعدين عن الكلاسيكيات فائقة الفخامة. ويعود سبب هذا التغيير "جزئيًا" إلى المخاوف بشأن التضخم واحتمال حدوث ركود وشيك.
بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في دخول مجال بيع وشراء حقائب اليد الفاخرة، عليهم أن يضعوا في اعتبارهم اتجاهات السوق وتفضيلات المستهلكين. وإن تداول الحقائب العصرية الرائجة أو ذات الإصدار المحدود قد يكون أكثر ربحية من التركيز فقط على التصميمات الكلاسيكية. كما أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل مجموعات فيسبوك وانستغرام يسمح للبائعين بالتفاعل مع المشترين المحتملين وتجنب رسوم العمولة التي تفرضها المنصات الوسيطة.
الخلاصة، يزدهر سوق حقائب اليد والساعات الفاخرة المستعملة باعتبارها فرصاً استثمارية مدفوعًا بحماس المستهلكين من جيل زد ومن جيل الألفية. ويبدو مستقبل سوق الحقائب الفاخرة واعدًا نظراً للنمو المتوقع وتغير اتجاهات المستهلكين. ومع تطور هذه الصناعة، سيكون من الضروري للمستثمرين والبائعين أن يكونوا على دراية بديناميكيات السوق وأن يقوموا بتكييف استراتيجياتهم وفقًا لذلك.
0 تعليقات